الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان
.فصل في منفعة العلم في استعمال الفضائل: وقال رحمه الله منفعة العلم في استعمال الفضائل عظيمة وهو أن يعلم حسن الفضائل فيأتيها ويعلم قبح الرذائل فيجتنبها ويستمع الثناء الحسن فيرغب في مثله والثناء الردى فينفر منه.آخر: آخر: آخر: آخر: آخر: فعلى هذه المقدمات وجب أن يكون للعلم حصة في كل فضيلة وللجهل حصة في كل رذيلة.وقال وقد رأيت من غمار العامة من يجري من الاعتدال وحميد الأخلاق إلى مالا يتقدمه فيه حكيم عالم رائض لنفسه ولكنه قليلٌ جدًا.ورأيت ممن طالع العلوم وعرف عهود الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ووصايا الحكماء وهو لا يتقدمه في خبث السيرة.وفساد العلانية والسيرة شرار الخلق وهذا كثير جدًا فعلمت أنهما مواهب وحرمان من الله تعالى.وقال من جالس الناس لم يعدم إثمًا وهما يؤلم نفسه وغيظًا ينضج كبده وذلا ينكس همته.فما الظن بعد بمن خالطهم وداخلهم واندمج معهم.وإنما يندم ويحزن ويتحسر على ذلك في معاده.فالعز والسرور والأنس والراحة والسلامة في الانفراد عنهم.ولكن اجعلهم كالنار تدفأ بها ولا تخالطها.وقال آخر من مضار مجالسة الناس ومخالطتهم الانهماك في الغيبة.ثانيًا: ضياع الوقت في الآثام.ثالثاً: فوات الأعمال النافعة في الآخرة أو الأعمال الدنيوية التي يعود نفعها في الآخرة ولا سبيل إلى السلامة من ذلك إلا بالانفراد عن مجالستهم جملة. وقال: لا تحقرن شيئًا من عمل غدٍ بأن تخففه وتعجله اليوم وإن قل فان من قليل الأعمال يجتمع كثيرها. وربما أن الأعمال إذا لم تخفف يعجز أمرها فيبطل الكل.ولا تحقر شيئًا مما تثقل به ميزانك يوم البعث أن تعجله الآن وإن قل.فإنه يحط عنك كثيرًا لو اجتمع لقذف بك في النار.اجتهد في أن تستعين في أمورك بمن يريد منها لنفسه مثل ما تريد منها لنفسك.أبلغ في ذمك من مدحك بما ليس فيك لأنه نبه على نقصك.وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس فيك لأنه نبه على فضلك ولقد انتصر لك من نفسك بذلك وباستهدافه إلى الإنكار واللائمة.ولو علم الناقص نقصه لكان كاملاً إذا عدله.من عيب حب الذكر أنه ربما يحبط الأعمال إذا أحب أن يذكر بها لأنه يعمل لغير الله عز وجل.وهو يطمس الفضائل لأن صاحبه لا يكاد يفعل الخير حبًا للخير لكن ليذكر به.من أفضل نعم الله على العبد أن يجيب إليه العدل يوفقه للعمل به ويجيب إليه الحق وإيثاره والعمل به.ومن قلة توفيق العبد وخذلانه أن يطبع على الجور واستسهاله وعلى الظلم واستخفافه.ومن كان كذلك فلييئس من أن يصلح نفسه أو يقوم طباعه أبد إلا أن يشأ الله.إذا حضرت مجلس علم فلا يكون حضورك إلا حضور مستزيدٍ علمًا وأجرًا لا طالبًا لعثرةٍ أو زلةٍ تشيعها أو غربيةٍ تشيعها.فإن تتبع العثرات والزلات أفعال الأراذل والسفل الذين لا يفلحون في العلم فإذا حضرتها على طلب الاسترشاد فقد حصلت خيرًا.إن لم تحضرها على نية صالحة فجلوسك في منزلك أحسن وأروح لبدنك واكرم لخلقك وأسلم لدينك.فإذا حضرتها فالتزم أحد ثلاثة أوجه أحدها إما أن تسكت فتحصل على أجر النية بالمشاهدة وعلى الثناء عليك بقلة فضول الكلام وعلى كرم المجالسة ومودة من تجالس.وإذا سألت فاسأل سؤال المتعلم عما لا تدري فإن السؤال عما تدري سخف وقلة عقل ولا تخلو من العجب.وفيه شغل عما هو أولى وفيه قطع لزمانك بما لا فائدة لا لك ولا لغيرك وربما ترتب عليه مفسدةٌ أو مفاسد.وإذا أردت أن ترجع فراجع مراجعة العالم.وصفة ذلك أن تعارض جوابه بما ينقضه نقضًا بينًا فإن لم يكن عندك إلا تكرار قولك أو لمعارضة بما لا يراه خصمك معارضة فأمسك.لأنك لا تحصل بتكرار ذلك على أجرٍ زائدٍ ولا على تعليم بل ربما حصلت على ما يسؤك من الغيظ والعداوة.واحذر سؤال التعنت ومراجعة المكابر الذي يطلب الغلبة بغير علم فهما خلقًا سوء دليلان على قلة الدين وضعف العقل وقوة السخف وكثرة الفضول. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. .فصل فيما يصلح به القلب: صلاح القلب بتقوى الله وطاعته والتوكل عليه وتوحيده وإخلاص العمل لوجهه الكريم.وفساد القلب بعدم التقوى والتوكل والطاعة والتوحيد والإخلاص.ومما يورث فساد القلب وانتكاسه وفساد الأخلاق مجالسة أموات القلوب وأهل الآراء الفاسدة وأهل البدع كالأشاعرة والمعتزلة والرافضة والفسقة كأهل الملاهي والمنكرات.عليك بمجالسة أهل الدين والصلاح فإنهم هم الناس لأن أعقل خلق الله من امتثل أمره واجتنب نهيه.وأجهل خلق الله من عصى الله.العلماء العاملون المخلصون هم السالكون طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام.الذين لا يطلبون من الناس أجرًا على أعمالهم بل يريدون وجهه عز وجل قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} وقال جل وعلا: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}.قلوب صافية طاهرة معرضة عن الخلق مقبلة على الخالق ذاكرة له ناسية للدنيا ذاكرة للآخرة.الجلوس مع الذين يطيعون الله نعمة من الله على عبده والجلوس مع المنافقين والمكذبين نقمة على العبد نعوذ بالله من مجالسة أهل الضلال والبدع والأخلاق المنحرفة وأهل الملاهي والمنكرات.فالواجب هجرانهم والابتعاد عنهم والتحذير عنهم.واهجر أيضًا أقران السوء واقطع المودة والصلة بينك وبينهم وواصلها بينك وبين الصالحين.قال بعضهم لا تغتر بموضع صالح فلا مكان أصلح من الجنة فلقي فيها آدم ما لقي ولا تغتر بكثرة العباد فإن إبليس لعنه الله بعد طول تعبده لقي ما لقي.ولا تغتر بكثرة العلم فإن بلعام كان يحسن الاسم الأعظم فانظر ماذا لقي.ولا تغتر برؤية الصالحين فلا شخص أكبر من المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائه أعداؤه وبعض أقاربه.وقال: إذا سمعت بحال الكفار وخلودهم في النار فلا تأمن على نفسك فإن الأمر على الخطر ولا تدري ماذا يكون من العاقبة وماذا سبق لك في حكم الغيب.ولا تغتر بصفاء الأوقات فإن تحتها غوامض الآفات.اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة لأيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنًا لمصالحنًا واعصمنًا من قبائحنًا وذنوبنًا ولا تؤاخذنًا بما انطوت عليه ضمائرونًا واكنته سرائرونًا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.فصل:كتب أبو حامد الغزالي إلى أبي الفتح بن سلامة فقال: قرع سمعي بأنك تلتمس مني كلامًا وجيزًا في معرض النصح والوعظ وإني لست أرى نفسي أهلاً له.فإن الوعظ زكاة نصابه الاتعاض فمن لا نصاب له كيف يخرج الزكاة وفاقد النور كيف يستنير به غيره ومتى يستقيم الظل والعود أعوج.وقد أوصى الله جل وعلا عيسى بن مريم عليهما السلام يا ابن مريم عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس وإلا فاستحي مني.وقال نبينا صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ناطقًا وصامتًا فالناطق هو القرآن والصامت هو الموت وفيهما كفاية لكل متعظ فمن لم يتعظ بهما كيف يعظ غيره.ولقد وعظت بهما وقبلت وصدقت قولاً وعلمًا وأبت وتمت تحقيقًا وفعلاً.فقلت لنفسي أما أنت مصدقة بأن القرآن هو الواعظ وأنه كلام الله المنزل الذي: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فقالت بلى فقلت لها قد قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.فقد وعد الله جل وعلا بالنار على إرادة الدنيا وكل ما لا يصحب بعد الموت فهو من الدنيا فهل تنزهت عن حب الدنيا وإرادتها.ولو أن طبيبًا نصرانيًا وعدك بالموت أو بالمرض على تناول ألذ الشهوات لتحاميتها وأنفت منها وجنبتها أفكان النصراني عندك أصدق من الله جل وعلا.فإن كان كذلك فما أكفرك أم كان المرض أشد عليك من النار فإن كان كذلك فما أجهلك فصدقت ثم ما انتهت بل أصرت على الميل إلى العاجلة واستمرت.ثم أقبلت عليها فوعظتها بالواعظ فقلت لها قد قال الله جل وعلا: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.وقلت لها هبي أنك ملت إلى العاجلة أفلست مصدقة بأن الموت لا محالة يأتيك قاطعًا عليك ما أنت متمسكة به وسالبًا منك كل ما أنت راغبة فيه.وأن كل ما هو آت قريب وقد قال جل جلاله: {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}، وقال مخبرًا عن نفسه عندما وعظها ولم تجتهد في التزود للآخرة كاجتهادها في تدبير العاجلة ولم تجتهد في رضا الله كاجتهادها في طلب رضاها وطلب رضا الحق.ولم تستحي من الله تعالى كما تستحي من واحد من الخلق ولم تشمر للاستعداد للآخرة كتشميرها في الصيف لأجل الشتاء وفي الشتاء لأجل الصيف فإنها لا تطمئن في أوائل الشتاء ما لم تتفرغ عن جميع ما تحتاج إليه فيه مع أن الموت ربما يخيطفها والشتاء لا يدركها.فقلت لها ألست تستعدين للصيف بقدر طوله وتصنعين له آلة الصيف بقدر صبرك على الحر قالت نعم.ثم استمرت على سجيتها ولما رأيتها متمادية في الطغيان غير منتفعة بموعظة الموت والقرآن رأيت أهم الأمور التفتيش عن سبب تماديها مع اعترافها وتصديقها فإن ذلك من العجائب العظيمة.فطال تفتيشي عنه حتى وقفت على سببه وها أنا ذا موص نفسي وإياك بالحذر منه فهو الداء العظيم وهو سبب الداعي إلى الغرور والإهمال.وهو اعتقاد تراخي الموت واستبعاد هجومه على القرب فإنه لو أخبر صادق في بياض نهاره أنه يموت في ليلته أو يموت بعد أسبوعٍ أو شهرٍ لاستقام واستوى على الصراط المستقيم.فانكشف لي تحقيقًا أن من أصبح وهو يؤمل أنه يمسي أو أمسى وهو يؤمل أن يصبح لم يخل من الفتور والتسويف.فأوصيك ونفسي بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «صل صلاة مودعٍ». ولقد أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب ولا ينتفع بوعظ إلا به.ومن غلب على ظنه في كل صلاة أنها آخر صلاة حضر معه خوفه من الله تعالى وخشيته منه.بخلاف من لم يخطر بخاطره قصر عمره وقرب أجله وغفل قلبه عن صلاته وسئمت نفسه فلا يزال في غفلة دائمة وفتورٍ مستمر وتسويفٍ متتابعٍ إلى أن يدركه الموت ويهلكه حسرة الفوت.فعلى الإنسان العاقل أن يحذر مواقع الغرور ويحترز من خداع النفس فإن خداعها لا يقف عليه إلا الأكياس وقليل ما هم.والوصايا وإن كانت كثيرة والمذكورات وإن كانت كبيرة فوصية الله أكملها وأنفعها واجمعها وقد قال الله جل وعلا وتقدس: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} فما أسعد من قبل وصية الله وعمل بها وادخرها ليجدها يوم مردها ومنقلبها.اللهم ألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لما وفقت له الصالحين من خلقك واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.فصل:روى عن الحسن أنه قيل له إن فلانًا مات بغتًة قال: ما يعجبكم من ذلك لو لم يمت بغتة مرض ثم مات.وقال غيره عليك باجتناب طول الأمل فإنه إذا طال هاج أربعة أشياء:الأول: ترك الطاعة والكسل فيها يقول سوف أفعل والأيام بين يدي.والثاني: ترك التوبة وتسويفها يقول سوف أتوب وفي الأيام سعة وأنا شاب والتوبة بين... يدي وأنا قادرٌ عليها متى أردتها وربما اغتاله الموت وهو مصرٌ واختطفه الأجل قبل التوبة وإصلاح العمل.والثالث: الحرص على جمع المال والاشتغال بالدنيا عن الآخرة يقول أخاف الفقر في الكبر وربما ضعفت عن الاكتساب ولابد لي من شيءٍ فاضل أدخره لمرضٍ أو هرمٍ أو فقرٍ هذا ونحوه يحرك إلى الرغبة في الدنيا والحرص عليها.والرابع: القسوة في القلب والنسيان للآخرة لأنك إذا أملت العيش الطويل لا تذكر الموت والقبر في الغالب.وعن علي رضي الله عنه قال: أخوف ما أخاف عليكم اثنان طول الأمل وإتباع الهوى لأن طول الأمل ينسي الآخرة وإتباع الهوى يصدك عن الحق.فإذا يصير فكرك في حديث الدنيا وأسباب العيش في صحبة الخلق فيقسو القلب.ويغلب عليه الحرص. كما قيل: وبسبب طول الأمل تقل الطاعة وتتأخر التوبة وتكثر المعصية ويشتد الحرص وتعظم الغفلة فتذهب الآخرة إن لم يرحم الله.فأي حال أسوء من هذه وأي آفة أعظم من هذه وإنما رقة القلب وصفوته بذكر الموت ومفاجأته والقبر وظلمته والثواب والعقاب وأحوال الآخرة.وقال رحمه الله: اعلم أن تقصير الأمل مع حب الدنيا متعذر وانتظار الموت مع الاكباب عليها غير متيسر.فالإناء إذا كان مملوءًا بشيءٍ لا يكونٌ لشيء آخر محلٌ فيه ولأن الدنيا والآخرة كضرتين إذا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى.وكالمشرق والمغرب بقدر ما تقرب من أحداهما تبعد عن الآخر قال الله جل وعلا وتقدس: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً}. قال ابن الجوزي: عجبت من عاقل يرى استيلاء الموت على أقرابة وجيرانه كيف يطيب عيشه خصوصًا إذا علت سنة.وأعجبًا لمن يرى الأفاعي تدب إليه وهو لا ينزعج أما يرى الشيخ دبيب الموت في أعضائه ثم في كل يوم يزيد الناقص.ففي نظر العاقل على نفسه ما يشغله عن النظر إلى خراب الدنيا وفراق الإخوان وإن كان ذلك مزعجًا.ولكن شغل من احترق بيته بنقل متاعه يلهيه عن ذكر بيوت الجيران.قلت: ومثله من في بيته لص يلهيه عن اللصوص التي في بيوت الجيران.وإنه لِمَمَّا يسلي عن الدنيا ويهون فراقها استبدال المعارف بمن تكره فقد رأينا أغنياء كانوا يؤثرون وفقراء كانوا يصبرون ومحاسبين لأنفسهم يتورعون.فاستبدل السفهاء عن العقلاء والبخلاء عن الكراماء فيا سهولة الرحيل لعل النفس تلقى من فقدت فتلحق بمن أحبت. آخر: آخر: آخر: اللهم أيقظ قلوبنا ونورها بنور الإيمان وثبت محبتك في قلوبنا وقوها وارزقنا المعرفة بك عن بصيرة وألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لطاعتك وامتثال أمرك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
|